عدنان القيسي- هل تتذكرونه او هل تعرفونه

لم يخطر في بال العراقيين ان تظهر في حياتهم رياضة تنافس كرة القدم، حتى ظهر عدنان القيسي من دون مقدمات في سبعينات القرن الماضي، ليشغل دنيا العراقيين بمصارعته الحرة.

كانت العيون تشخص على شاشات التلفزيون (الاسود والأبيض) من قناة (9) الوحيدة، لمشاهدة البطل الذي يصارع "عتاة" المصارعين طولا وعرضاً، فيصرعهم بعكسيته التي صارت مثلا، فيما تعتلي صيحات النصر من جمهور مشجعيه الذين يصرون على رؤية نزالاته حيّة، وهم يحيطون بالحلبة من كل جانب، وقد اعلن الحكم انتصار البطل عدنان القيسي.

وربما لو كانت هناك انتخابات على المناصب السيادية أو التشريعية أو الخدمية، لما كان هناك احد يمكن ان ينافس "القيسي" على المركز الاول، بشرط ان تضمن النزاهة وعدم التزوير، والتلاعب بصناديق الاقتراع.

كان القيسي ظاهرة تعلق بها الناس، من دون أن يتعبوا عقولهم واذهانهم ان كان بطلهم هذا حقيقي أم وهمي؟.. المهم ان يكون بطلا، وهذا يكفيهم.
دعونا نستذكر تلك الايام، ونعّرف الاجيال بذلك البطل الاسطوري الذي ربما سمعت عنه ولم تره.

بطاقته الشخصية

الاسم : عدنان عبدالكريم احمد القيسي.
الجنسية: عراقي الاصل والمولد.
الطول: 6 اقدام.
الوزن: 112 كيلوغراما.
القابه: حمل القاب عدة منها: الذئب الابيض، والشيخ عدنان القيسي، وجنرال عدنان.

مشواره في عالم المصارعة

في عام 1960، وبعد انتهائه من المرحلة الثانوية، خطط للسفر الى الولايات المتحدة الأمريكية، ليس لاحتراف المصارعة، بل للدراسة في احدى الجامعات، لكنه لم يكن يمتلك المال الكافي للسفر، حتى اخبره صديقه بان هناك منظمة في بغداد تدعى اصدقاء امريكا في (الشرق الاوسط)، فذهب الى المنظمة بعد ان سمع انها تخطط لاختيار مجموعة من الطلبة الرياضيين لتكملة الدراسة على نفقتها في الولايات المتحدة الامريكية، وسجل اسمه ضمن فريق كرة القدم، ولم يكن يعرف ان كرة القدم الامريكية تختلف عن غيرها في دول العالم، وتسمى في امريكا الـ(soccer)، ونجح في الانضمام مع المجموعة المختارة، وكان ضمن فريق كرة القدم الامريكية لجامعة (هيوستن) بتكساس، وانتقل بحافلة من سورية الى لبنان، ومن ثم صعد على متن سفينة متجهة الى ايطاليا، ومن ثم صعد قطار كان متجها الى فرنسا، ومن ثم صعد على متن سفينة اخرى متجهة الى لندن، وكان خلال تلك الرحلة يعاني اصابة في رجله، نام في أثرها في احد مستشفيات لندن لمدة (10) أيام، وبعدها صعد في السفينة الاخيرة، وكانت عملاقة جداً، والتي اتجهت الى ولاية نيويورك.
وعبر هذه السفينة، وخلال تمرينه في صالة التمارين التي على متنها، لاحظ دخول رجل عملاق البنية يصل طوله 6.4 اقدام، ووزنه 127 كيلوغراما، أي ما يقرب من 280 رطلاً، وهو بالاصل بطل العالم في المصارعة في تلك الحقبة واسمه (يون روبيرت)، وعندما نظر اليه روبيرت، سأل عدنان: هل أنت مصارع؟ .. ومن أين أنت؟.
اجابه عدنان القيسي بموضوع كرة القدم، والتحاقه بمدينة (هيوستن).
قال له روبيرت انه يعرف منظم المصارعة في تلك الولاية، وطلب منه أن يستعرض بعض مهاراته في المصارعة، وكان القيسي يجيد المصارعة الرومانية، فأخذ يقدم للبطل العالمي بعضاً من تلك الحركات التي تمرن عليها سابقاً، ومن ساعتها بدأ (روبيرت) يضع عينه على عدنان، ولما وصلا الى نيويورك، توادعا وقبل ان يفترقا، أعطا (روبيرت) لـ(عدنان) رقم هاتفه، طالبا الاتصال به اذا فكر بالانخراط في المصارعة.

وكان القرار

لم يعجب (القيسي) الوضع في الجامعة، وخصوصا كرة القدم التي تفاجأ بها، فاتصل بصديقه (يون روبيرت)، الذي بدوره اتصل بمنظمين للمصارعة في الولاية هما: (موريس سيغال) و(بول بوتش)، ومن هنا بدأ الاحتراف، وكان ذلك في عام 1961، ورافق في رحلته الاولى المصارع الهندي (شيف جاي سترانغبو) في مباريات الفرق الثنائية، وتعلم منه اصول اللعبة، لينتقل الى المصارعة الفردية، ويسافر من ولاية الى اخرى، فذاع صيته في الارجاء، وكانت احدى محطاته جزر هاواي ثم اليابان، حيث كانت المصارعة في الستينات من الرياضات الجماهيرية المحبوبة فيها.

العودة الى الوطن

في عام 1969، عاد عدنان القيسي الى الوطن، واجرى مقابلة تلفزيونية اعلن فيها انه مصارع محترف، ومن هنا بدأت مغامراته في المصارعة، فنظم مباراة في المصارعة الحرة اول مرة في العراق، يكون هو طرف فيها، وقام بالاتصال بصديقه القديم في هذا المجال، المصارع الكندي (جورج نمورنيكو) وقدم مباراة مثيرة لا تزال في ذاكرة المعاصرين لتلك المرحلة، وتوالت المباريات، فيما اخذ نجم القيسي يسطع في كل ارجاء العراق، واصبح البطل الاسطورة.
وبالرغم من غيابه عن الساحة العراقية سنوات طوال، الا ان العراقيين لا يزالون يتذكرون بشيء من الفخر والمتعة تلك الفترة التي كان فيها بطلها عدنان القيسي يصارع ابطال العالم فيسقطهم تباعاً اما بعكسيته، أو بكسر ارجلهم او لفها مرات ومرات

شكرا سداد على معلومات حلو

واو
عاشت الأيادي على هذه الجهود القيمة
تقبلوا مروري
تحياتي

عدنان القيسي ايكول مرتي سحلية لا تحبل ولا اتجيب الا بعكسة