القراءة الخلدونية أساس التعليم الأولي.. لماذا عمدت وزارة التربية إلى تغييرها ..!!

بغداد / أحمد الدراجي
تعتبر القراءة الخلدونية أحد أهم الركائز التي يستند عليها التعليم في المراحل الأولى للأطفال في المدارس العراقية، نظراً لأنها تعتمد على تهجي الحرف بالشكل الصحيح ،والنطق السليم لمخارج الحرف حيث تسهم في تهيئة الطفل للمراحل المقبلة من التعليم .وتساعده في معرفة كيفية رسم الحرف. وبعد سقوط النظام السابق عام 2003 حدثت انعطافة في جسد التعليم تمثلت في تغير القراءة الخلدونية إلى القراءة الصورية التي تعتمد على شكل الحرف وصورته وعدها البعض خطراً على مستقبل أطفالهم. وعودة إلى العصور الأولية من نشأة الإنسانية من حيث رسوم الأسماء والأشياء للطبيعة التي كانوا يتعاملون معها .
القراءة الخلدونية اللبنة الأولى
لكل عصر متطلباته وأدواته التي تسهم في بناء ثقافة فكرية رصينة، بدءا من المناهج الدراسية، وانتهاء بالوسائل التعليمية المتبعة في المدارس الابتدائية التي تعتبر اللبنة الأولى في خلق جيل واع إذ يرى كاظم حسين والد أحد التلاميذ هذا الأمر ويضيف: بأن تغيير القراءة الخلدونية إلى شكلها الحالي، الذي يعتمد على صورة الحرف، ورسمه يسهم في تأخر التعليم لدى الطفل، لأنه لم يدرك ماهية الحرف وكيفية رسمه كتابة. حيث ضرب مثالا على ذلك، لو وضعت أصبعك على صورة (الحمامة) ،وقلت لطفلك ما هذا الشيء. لقال لك مباشرة هذه (حمامة) وعند طلبك منه كتابتها لا يعرف كيف يكتبها مشيراً إلى أنه أعتمد على شكل وصوره الكلمة.
معاناة وهموم
أم سجاد التي تعاني من تعليم أطفالها كثيراً ترى، أن ما تقوم به المدارس العراقية الحكومية لا يعد تعليما نطمح إليه،ولا يعتمد على المنهج العلمي ،أو الوسائل التربوية التي من شأنها أن ترفع مستوى تعلم الطفل، وأكدت أم سجاد أن للقراءة الخلدونية دور بارز في ارتفاع مستوى التعليم في السابق حيث التعلم الصحيح ، مشيرة في الوقت نفسه لقلة الاهتمام من قبل المعلمين من جانب، واعتماد القراءة الصورية من جانب آخر، وهذه القراءة تراها أم سجاد سببا مباشرا في معاناتي لأنها ساهمت في طبع صورة الشيء في ذهن الطفل ( التعلم في الصغر كالنقش على الحجر ) وهذه من الأسباب الرئيسة التي أخرت عملية التعليم لدى الأطفال بالشكل الصحيح.
المنهج الدراسي ومعاناة المدرسين
التعليم في تطور مستمر حيث تنتهج الدول المتقدمة والمتحضرة أساليب ناجحة في علمية التعليم لمواكبة التطور التقني الحاصل في العالم من حيث استخدام الوسائل التربوية التي من شأنها أن ترفع من مستوى التعليم في بلدانها، حيث تؤكد جميلة خيري معلمة نعاني كثيراً في عملية تعليم الأطفال على الرغم من أن تعليمهم يستهويني ولدي القدرة والخبرة في التعامل مع الطفل وحين وصلتنا القراءة بشكلها الحالي واجهت صعوبات كثيرة في عملية تعليم الأطفال وتضيف خيري حينما أقوم بالإشارة إلى أحد الصور يجيبني التلميذ مباشرة هذه طيارة أو سيارة حسب ما وجده في الصورة وعندما أطلب منه كتابتها لا يكتبها بالشكل الصحيح وتؤكد خيري على المختصين في الوسائل التربوية إعادة النظر في هذه القراءة أو تطويرها بشكل يتيح للتلاميذ التوافق بين صورة الحرف وطريقة كتابته. ونوهت إن المنهج المدرسي يعني الثقافة الموضوعية لمحتوى الكتاب ولأنه يحتوي على نوعين من التوجيه ظاهري يمكن قراءته وتعلمه والتوجيه الثاني خفي من الممكن أن يؤثر في النفس ويساعد في رسم سياسة خاطئة لذا ينبغي دراسة عملية تغيير المناهج بصورة عملية ودقيقة .
يشاطرها الرأي حيدر جعفر معلم صفوف أولى حيث أشار لا ضير من استخدام وسائل تعليمية متطورة تكون فيها الحروف الأبجدية مقترنة برسم الحرف ليتسنى للطفل فهمها بشكها وصورتها ورجح جعفر أن عملية تأخير التعليم لدى الأطفال بالشكل الصحيح يرجع إلى سببين: الأول عدم وجود رؤيا واضحة لدى المختصين في عملية تغيير المناهج ، والثاني سببه المعلم نفسه وخاصة من خريجي ما بعد عام 2003 .
الوسائل التربوية وبناء أجيال مستقبلية
مدير عام المناهج الدراسية غازي المطلك يرى أن عملية التغيير التي أجرتها الوزارة على أغلب المناهج الدراسية للمراحل التعليمية بما فيها التعليم الابتدائي كانت ضمن خطة مبرمجة لعملية التغيير الهدف منها الارتقاء بمستوى التعليم وتقديم كل ما هو حديث من وسائل التعليم للتلاميذ وخاصة الصفوف الأولى وأشار المطلك إن القراءة الخلدونية هي منهج قديم وأصبحت الحاجة إلى تغييره ضرورة ملحة وفقاً لمتطلبات الرؤية المنهجية في مواكبة التطور الحاصل في كافة البلدان المتحضرة وبَين المطلك أن شخصية الطفل يتم بناؤها في المدرسة أولاً والتسلح بالمعرفة ثانياً
ومن جانبه صرح وليد حسين مدير قسم العلاقات والإعلام في وزارة التربية أن تغيير القراءة الخلدونية في الصفوف الأولى للدراسة الابتدائية الهدف منه مواكبة التطورات التقنية والتعليمية وتقريب صورة الكلمة من ذهن التلميذ ليتنسى له معرفة نطقها ورسم حروفها بصورة مبسطة وأشار حسين عكفت لجنة من المختصين التربويين تغيير القراءة من شكلها القديم إلى شكلها الحالي وفقا لآليات الوسائل التربوية الحديثة وهي التي أوصت في تقريرها النهائي والتي أنجزت ما نسبته 85 % من عملية تغيير المناهج على كافة مستويات المراحل الدراسية . مبينة في الوقت نفسه أمام كل عملية تغيير توجد صعوبات وآثار جانبية يمكن التغلب عليها لو أتبع المعلم طرائق تدريسية حديثة محملاً في الوقت ذاته إدارات المدارس والهيئة التعليمة أي قصور يواكب عملية التعليم لان الوزارة وعلى حد قوله وفرت كافة المستلزمات الضرورية من أجل الارتقاء بمستوى التلميذ والمعلم معاً.
إحصائيات اليونسكو
تشير التقارير التي صدرت من منظمة اليونسكو،أن التعليم في العراق تراجع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بسبب اعتماد سياسات ترقيعية، لمحاولة التخلص من آثار المناهج البعثية التي كانت معتمدة في التعليم سابقاً. والتي اسهمت في أرباك العملية التعليمية وعدم تطورها بشكلها السليم ،لأنها لم تخضع لتخطيط مسبق على وفق الأسلوب العلمي المنهجي ووفقا لأحدث تقنيات الوسائل التعليمية، حيث أشارات التقارير أن أعداد التلاميذ الموجودين في دور الحضانة إلى المراحل المتقدمة من الدراسة الابتدائية بلغ ( 6 ) ملايين تلميذ إضافة إلى 300.000 معلم وأداري حيث تقلصت هذه الإعداد بنسبة 10% بسبب الظروف الأمينة والسياسية التي مر بها العراق نتيجة الاجتياح الأمريكي وما تبعه من مخلفات

هي بس القراءة الخلدونية

صدكوني اخواني حتى المدارس راح اصير على المذاهب مثل لبنان

واذكروا كلامي