يوم ساخن في أمريكا

يوم ساخن في أمريكا

يوم ساخن في أمريكا

زهراء صادق الكاظمي

كان الجو باردا عندما وطئت قدماي ارض مطار نيويورك وأنا اصطحب معي ثلاثة أطفال اثنان منهم معاقين .

أنها المرة الأولى التى اشعر فيها بالغربة الفعلية ، فانا امرأة قادمة من بلد الشمس والقباب وحرارة العلاقات الآدمية الى بلد سمعت عن برودة علاقات الناس فيه وبرودة مناخ الولاية التي سوف استقر بها .

وما ان وصلت ارض المطار حتى تلاقفت الأيادي الحنونة ولدي المعاق ، وبدأت حرارة الاستقبال من العاملين حتى ظننت أنهم يعرفونني من قبل ، لقد طغت حرارة الاستقبال على برودة الجو وبالأخص لأنني احمل طفل معاق.

أول شئ قمت بة هو سب الحكام العرب ، وكان أولهم صدام الذي كان هو وعصابته سببا في هروب زوجي وهروب ملايين العراقيين النجباء.

وعلى الرغم من عدم وجود وجه للمقارنة بين وضعي السابق في العراق والإهمال الواضح الذي كنت أعامل به في المراكز الحكومية والمستشفيات الصدامية وما كنت عليه وما أصبحت فيه

إلا إنني بدأت أقارن .

لقد حملت طفلي المعاق في العراق على كتفي لمدة خمسه سنين وأنا أدور به من مستشفى الى آخر لكي يحصل ولدي على دواء، أو مقعد ،أو عجلة أضعه فيها ،ولكن دون جدوى .

كان الجواب دائما لا توجد عربة للمعاقين المدنيين والعربات مخصصة لمعاقي حروب صدام وما أكثرهم ، كنت ابحث عن عربة المعاقين في بلد لا يحصل الفرد فية على شيء ألا بمكرمة

يعدم المعارضون وتسلم جثث بعضهم بمكرمة !!

الخروج من زحمة سجون صدام بمكرمة ،الغذاء والدواء بمكرمة سفر العراقيين مكرمة ، الكهرباء والماء ندفع فواتيرها شهريا وتحسب مكرمة !!.

يأخذ الطلبة الأغبياء درجات مجانية تحت مسميات عدة ترتبط كلها بصدام ، وينافس هؤلاء أولادنا الأذكياء كل هذا يحصل بلطف وكرم القائد !!

انتظرت طويلا ولم احصل على مكرمة القائد ، ولم احصل على عربة معاقين !!

عندما شعرت بحرارة الاستقبال من أناس غرباء في المطار ،أخذت أتساءل ،لماذا لا يكون وطني هكذا ،لماذا لا تكون الأيادي التى امتدت الى ولدي هي أيادي أبناء وطني ولماذا ولماذا ؟؟

تساؤلات ما زالت دون أجوبة شافية لغاية الان .

لقد عانى العراقيون جميعا من صدام ، وبخاصة الأطفال والمعاقين منهم على وجه التحديد ، وبما إني أم لاثنين منهم ، فلقد لمست الفرق الواضح في التعامل بين بلدي وبين امريكا.

اندمج أطفالي في المجتمع ولم يشعروا بإعاقتهم ، لان المجتمع يحترم الإنسان مهما كان وضعه أو شكله أو لونه أو جنسه

لقد تنعمت أنا وأطفالي من خير البلد الذي يصفه البعض بأبشع الأوصاف ، ولم احصل من بلدي في زمن الطاغية إلا على المضايقات وسوء المعاملة .

فمتى يا أغنى الأوطان ياعراق يعم خيرك علينا ؟؟

لقد سحقتنا الغربة ،ونحن لسنا مثل باقي أبناء الأمة العربية يرمون وطنهم بالحجار حينما يغادروه ، نحن في زمن صدام نئن شوقا لملامسة ترابك الطاهر ، وما زلنا ونحن في غربتنا نكتب اسمك بالورد ، ونبكي دما حينما تحاصرك الفواجع ، ونفرح مع ضحكات وفرح أهلنا عن بعد .

متى نصلي على ترابك ويلمنا ثراك؟

وهل لغربتنا من نهاية يا عراق ؟؟

يسلمووووووووووو يا سنان

ورحم الله الدكتور الوائلي حين قال

سافرت للبلاد الغربة فرأيت الاسلام ولم ارى المسلمين

وجئت بلادي فرأيت المسلمين ولم ارى الاسلام

لا حول ولا قوة الا بالله

تسلم اخي سنان
تقبل مروري

مشكووور سنان
(الفقر في الوطن غربة)

والله قصة محزنة جدا واني اسف ان احزنت بعض منكم

[size=29]عاشت الايادي[/size]